للشَيخ زيدْ بن هادي المدخلي
*يقول شيخْ الإسْلاَم فِي كِتَابه أصُول الإيمَان*
“بِسْــمِ اللّٰــه الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيـمِ”
_وَبِــهِ أَسْتَعِيــنُ_
•عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّٰه عَنْهُ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللّٰهﷺ؛ قَالَ اللّٰه تَعَالَىٰ: ((أَنَا أَغْنَىٰ الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِيَ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ)).رَوَاهُ مُسلِمٌ ٢٩٨٥
»» فقوله رَحِمَهُ اللّٰه: [بَابُ مَعْرِفَةِ اللّٰهﷻ وَالإِيمَانِ بِهِ] أي هذا الباب معقودٌ لبيان معرفة اللّٰه ﷻ والإيمان به، ثم بعد أن ذكر البسملة لما في البدء بها من البركة، ماهو معلوم من نصوص الشرع، ذكر بأنه يستعين باللّٰه -تبارك وتعالىٰ- في عمله الجليل؛ وهو تصنيف هذه الرسالة التي اشتملت علىٰ أصول الإيمان، إذ لا نجاح لعمل من أعمال البر إلا إذا أعان اللّٰه عليه صاحبه، فبدأ ببيان هذا الأصل العظيم وهو معرفة اللّٰه ﷻ والإيمان به؛ فاللّٰه -تبارك وتعالىٰ- عرَّفنا علىٰ نفسه في كتابه المنزل على نبيِّه محمدﷺ الفرقان، وعلَّمنا الإيمان به علىٰ الوجه الصحيح، فاللّٰه -تبارك وتعالىٰ- سمَّىٰ نفسه بأسماءٍ تدل علىٰ صفات الكمال والجلال، وأوجب علينا الإيمان به: أي بذاته وأسمائه وصفاته علىٰ ما يليق بعظمته وجلاله، فمن نظر إلىٰ الكون إلىٰ السموات وإلىٰ الأرض وإلىٰ مانصب فيها من الجبال وإلىٰ ما أجرىٰ فيها من أنهار وأنشأ من البحار والأشجار وغير ذلك من مخلوقات اللّٰه العزيز القهار استدل بهذه المخلوقات علىٰ وجود خالقها العظيم، وكذلك ما جاء في القرآن الكريم من الآيات الصريحة في وجوب الإيمان بوجود اللّٰه و ألوهيته و ربوبيته و أسمائه وصفاته؛
قَالَ اللّٰه تَعَالَى (ٱللَّهُ لآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ) وقال سبحانه (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ). وقال ﷻ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) وقال سبحانه ( قُلْ هُوَ اللَّهُ ١ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) فعلمنا اللّٰه -تبارك وتعالىٰ- بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وذلك ثابت بالعقل والنقل والفطرة، فوجب الإيمان باللّٰه علىٰ ماجاء من اللّــه علىٰ مراد اللّــه؛ والإيمان به يشمل كل ما فرض اللّــه -تبارك وتعالىٰ- علىٰ العباد أن يؤمنوا به، و أوجب ذلك عليهم من الإيمان بربوبيته و ألوهيته و أسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان بأوامره ونواهيه التي جاءت في الكتاب والسنة، إلىٰ غير ذلك مما أنزل اللّٰـــه ﷻ علىٰ نبينا محمدﷺ؛ فإنه يجب الإيمان به، وهو داخل في الإيمان باللّٰه -تبارك وتعالىٰ-.
#الصفْــحة_عَـــــــــ٩_١٠ــــــــــدد