.
*يقال لبعْض المُتَعَلِّقينَ بهذا العِلْمِ في زمَنِنَا هذا: «لَيْسَ هذا عُشَّكِ؛ فَادْرُجِي»*
⬅ قال *الإمامُ الشَّاطبيُّ* -رحمـه الله-:
«والعالِمُ إذَا لَمْ يَشْهَدْ لهُ العُلَمَاءُ، فهو في الحُكْمِ بَاقٍ في الأَصْلِ مِنْ عَدَمِ العِلْمِ، حتَّى يَشْهَدَ فيه غَيْرُه، ويَعْلَمَ هو من نَفْسِهِ ما شُهِدَ لهُ بِهِ، وإلاَّ فهو على يَقينٍ مِنْ عَدَمِ العِلْمِ، أوْ على شَكٍّ؛ فاخْتِيَارُ الإِقْدَامِ في هاتَيْن الحَالَتَيْنِ على الإِحْجَامِ، لا يَكُونُ إلاّ بِاتِّبَاعِ الهَوَى؛ إذْ كان ينْبَغي له أنْ يَسْتَفْتِيَ في نَفْسِهِ غَيْرَهُ، ولَمْ يَفعَلْ، وكان مِنْ حَقِّهِ أنْ لا يُقْدِمَ إلاَّ أنْ يُقَدِّمَهُ غَيْرُهُ ولَمْ يَفْعَلْ هَذَا».... ✍
📚 [«الاعتصام»: (ص431)]
⬅ قال *العَلاَّمَةُ الألباني* -رحمـه الله- : مُعَلِّقًا على هذا الكلام:
«هذه نَصِيحَةُ الإمَاِم الشَّاطِِبِي إلى «العالِمِ» الذي بإِمْكَانِه أنْ يَتَقَدَّمَ إلى النَّاسِ بِشَيْءٍ من العِلْمِ، يَنْصَحُهُ أنْ لا يَتَقَدَّمَ حتَّى يَشْهَدَ له العُلَماءُ؛ خَشْيَةَ أنْ يَكُونَ من أهل الأَهْواء، فماذا كان يَنصَحُ يا تُرى لو رَأَى بعْضَ هؤلاء المُتَعَلِّقينَ بهذا العِلْمِ في زمَنِنَا هذا؟ لاشكَّ أنَّه كان يَقُولُ لَهُ: «لَيْسَ هذا عُشَّكِ؛ فَادْرُجِي»، فهَلْ مِنْ مُعْتَبِرٍ؟!
وإنّي ـ والله ـ لأَخْشَى على هذا البَعْضِ، أنْ يَشْمَلَهُم قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «يُنْزَعُ عُقُولُ أهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، ويُخْلَفُ لَهَا هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسَبُ أَكْثَرُهُم أَنَّهُم على شَيْءٍ، ولَيْسُوا على شيْءٍ» (11)»..... ✍
📚 [«السلسلة الصحيحة»: (2/713)]