•┈┈•◈◉❒ 🎙 ❒◉◈•┈┈•
❒ *... وَسَتَكْشِفُ لَكُمْ الأَيَّامُ مَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الصَّعَافقَةُ الفَرَارِيجُ ...* ❒
🎙 *لِفَضِيلَةِ الْشَّيْخِ د. مُحَمَد بن هَادِي الْمَدْخَلِي -حَفِظَهُ اللَّهُ-*
🔊 *مِنْ مُحَاضَرَةِ: الْتَّعْلِيقُ عَلَى أَثَرِ الإِمَامِ مُفضَّلِ بنِ مُهَلْهَلٍ فِي الْتَّحْذِيرِ مِنْ طُرُقِ أَهْلِ الْبِدَعِ.*
لَيْلَةُ الْسَّبْتِ ١٥ صَفر ١٤٣٩ هِجْرِي.
•┈┈•◈◉❒ ✒ ❒◉◈•┈┈•
*الْتَفْرِيغُ:*
فَمَنْ فَارَقَ طَرِيقَ الْسَّلَف وَخَلَفَهَا فَهُوَ الْجَاهِلُ، وَمَنْ مَشَى عَلَى طَرِيقِ السَّلَفِ فَهُوَ الْعَالِمُ، وَأَيْضًا هُنَاكَ جِنْسٌ آخَرَ قَرِيبُونَ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَإِنْ تَظَاهَرُوا بِالسُّنَّةِ، فِي هَذَا الْعَصْرِ فِي عَصْرِنَا هَذَا فِي أَيَّامنَا هَذِهِ، وَهُمْ الصَّعَافِقَةُ، فَإِنَّهُمْ مُلْحَقُونَ بِأَهَلِ الأَهْوَاءِ،
وَسَتَكْشِفُ لَكُمْ الأَيَّامُ مَا عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ الصَّعَافقَةُ الفَرَارِيجُ، الّذِينَ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الأزْمَانِ وَفِي هَذَا الزَّمَنِ خَاصَّةً، فِي كُلِّ مَكَانٍ ظَهَرُوا، هَؤُلَاءِ الصَّعَافِقَةُ الأََغْمَارُ الصِّغَارُ الأَحْدَاثُ، أَحْدَاثُ الأََسْنَانِ وَسُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، وَيَتَظَاهَرُونَ بِلُزُومِ المَشَايِخِ أَوْ القُرْبِ مِنَ الْمَشَايخِ،
وَإِذَا مَا جَاءَ طَالِبُ الْعِلْمِ وَجَلَسَ إِلَيْهِمْ لَنْ يَبْدَؤُوهُ بِهَذَا، لَنْ يَبْدَؤُوهُ بِنَشْرِ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْبَاطِلِ، وَإِنَّمَا يَتَظَاهَرُونَ بِأَنَّهُمْ مَعَ الأَكَابِرِ، وَمَعَ الْعُلَمَاءِ وَمَعَ الشُّيُوخِ، وَهُمْ كَذَّابُونَ، وَالْلَّهِ كَذَّابُونَ طَعَّانُونَ فِي الْعُلَمَاءِ فِي مَجَالِسِهِمْ الْخَاصَةِ يَطْعَنُونَ فِيهِمْ، وَيَلْمِزُونَهُمْ، إِذَا خَلَا بَعْضُهْمْ إِلَى بَعْضٍ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ فِي الْحَقِيقَةِ وَالْوَاقِعِ،
وَقَدْ ابْتُلِينَا بِصِنْفٍ مِنْ هَؤُلَاءِ فَاحْذَرُوهُمْ مَعٔشَرَ الأَحِبَّةِ، فَإذَا وَرَدْتُمْ عَلَى بلَادِ الْعٍلْمِ فَلَا تَجْلِسُوا إِلَّا لِلْعُلَمَاءِ إِلَى الْكِبَارِ إِلَى المَشَايخِ، وَاحْذَرُوا هَؤُلَاءِ الصَّعَافِقَةِ الَّذِينَ يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُمْ،
فَلَهُمْ شُبْهَةً الآنَ قَرِيبَةٌ مِنْ شُبْهَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ: لُزُومُ الأَكَابِرِ! لُزُومُ الأَكَابِرِ! وَنَحْنُ مَعَ الأَكَابِرِ!، وَهُمْ كَذَّابُونَ، ﴿وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ﴾ الآيَةُ،
يَطْعَنُونَ فِي الْعُلَمَاءِ وَالْمَشَايِخِ فِي مَجَالِسِهِمْ الخَاصَّةِ، وَهَؤُلَاءِ شَرٌّ عَلَى طُلَابِ الْعِلْمِ، وَشَرٌّ عَلَى طُلَابِ السُّنَّةِ، وَشَرٌّ عَلَى أَبْنَاءِ الْسُّنَّةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ،
وَفِي تَوَاصُلِهِمْ مَعَهُمْ البَلَاءُ الْعَظِيمُ عَنْ طَرِيقِ وَسَائِلِ الْتَّوَاصُلِ فِي؛ الْتْوِيتَر أَوَالفَيْسُبُوك أَوَالأَنسْتغْرَام أَوْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالوَاتْسَاب أَوْ نَحْوَ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الْجَدِيدَةِ الْحَدِيثَةِ،
فَإِنَّ المَشَايخَ كَانُوا فِي السَابِقِ يَنْظُرونَ وَيسْمَعُونَ وَبعْضُهُمْ يُتَابِعُ المَوَاقِعَ فَيَسْمَعُ مَا فِيهَا، أَمَّا الآنَ فَمَعَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَأَدَوَاتِ التَّوَاصُلِ هَذِهِ الجَدِيدَة فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَمَتَى لَعَلَكَ تُتَابِعُ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً !؟
وَلَكنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَضَحَ هَؤُلَاءِ وَأَخْرَجَ خَبِيآتِهِمِ فِي تَغْرِيدَاتِهِمْ، وَفِي رِتْوِيتَاتِهِمْ ، وَفِي تَوْتَرَاتِهِمْ، وَفِي فَسْبَكَاتِهِمْ وَفِي وَتْسَبَاتِهِمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ. أَظْهَرَهُمْ اللَّهُ عَلَى حَقِيقَتِهِمْ، فَهُمْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الصَّعَافِقَةِ، وَمَجْمُوعَةٍ مِنَ الْجَهَلَةِ، ولَعَلَ بَعْضَهُمْ قَدْ انْدَسَّ فِي أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا-.
بَعْضُهُمْ لَمْ يُعْرَفُوا إِلَّا مِنْ سِنِينَ قَرِيبَةٍ، سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَجَاؤُوا بَعْدَ ذَلِكَ يَحْكُمُونَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ، وَيَطْعَنُونَ فِي عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ، وَيتَكَلَّمُونَ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ، وَيَقْطَعُونَ الْطَّرِيقَ عَلَى طَلَبَةِ الْعِلْمِ فِي الْوُصُولِ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ.
فَاحْذَرُوهُمْ مَعْشَرَ الأَحِبَّة، فَإِنَّهُمْ وَاللَّهِ فِيهِمْ شَبَهٌ كَبِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الّذِينَ ذَكَرْنَاهُمْ قَبْلَ قَلِيلٍ، لِأَنَّكُمْ إِذَا جَلَسْتُمْ مَعَهُمْ لَنْ يُحَدِّثُوكُمْ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ فِي بُدُوِّ أَمْرِهِمْ، وَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُونَ بِذَلِكَ إِذَا اسْتثْبَتُوا مِنْكُمْ، وَرَأَوا مَيْلَكم إِلَيْهِمْ، وَاسْتَحْكَمُوا الأَمْرَ، وَعَلِمُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ أَنَّهَا قَدْ اطْمَأَنَّتْ إِلَيهِمْ، فَإِذَا رَكَنْتُمْ
إِلَيْهِمْ أَرْسَلُوا إلَيْكُمْ سِهَامَهُمْ وَرَشَقُوكُمْ بِهَا، وَأَفْرَغُوا فِيكُمْ سُمُومَهُمْ.
فَاحْذَرُوهُمْ كُلَّ الحَذْرِ مَعْشَرَ الأَحِبَّةِ، وَلَا تَنْظُرُوا فِي مَوَاقِعِهِمْ، وَلَا تَسْتَمِعُوا إِلَى كَلِمَاتِهِمْ، فَإِنَّهُمْ -وَالّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُو- شَرٌّ عَلَى المُسْلِمِينَ وَعلَى أَهْلِ السُّنَّةِ عَامَةً فِي كُلِّ مَكَانٍ.
فَاحْذَرُوهُمْ غَايَةَ الْحَذَرِ، لأَنَّهُمْ وَاللَّهِ لَا يَسْتَفِيدُ مِنْهُمْ إِلَّا أَعْدَاءُ الْدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ، فَإنَّهُمْ قَدْ جَاؤوا بِالفَضَائِحِ وَالقَبَائِحِ، وَأَهْلُ الْسُّنَّةِ إِذَا مَا اطَّلَعُوا عَلَى مَقَالَاتِهِمْ عَرَفُوا جَهَالَاتِهِمْ، وَلَكِنْ الّذِي لَمْ يَطَّلِعْ لَا يَعْرِفْ؛ ”وَمَنْ عَلِمَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْلَمْ“.
وَليُعْلَمْ أَنَّهُمْ قَدْ أَصْبَحُوا حُجَّةً لِلمُبْطِلِينَ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ، فَأَصْبَحُوا يَسْتَدِلُونَ بِهِمْ، وَعَلَى أَنَّهُمْ هُمْ تَلَامِيذُ المَشَايِخِ وَعَلَى أَنَّهُمْ هُمْ الّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِاسْمِ المَشَايِخِ، لَا وَاللَّهِ كَذَبُوا وَرَبِّ الكَعْبةِ؛ فَلَا تَأْمَنُوهُمْ وَلَا تَسْمَعُوا لَهُمْ وَلَا تَأْخُذُوا عَنْهُمْ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قُطَّاعُ الْطَّرِيقِ عَلَى طَلَبَةِ العِلْمِ، قطَّاعُ الْطَّرِيقِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ، يَقْطَعُونَ الْطَّرِيقَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ.
فَاحْذَرُوا -حَفِظَكُمْ الْلَّهُ- أَهْلَ الأَهْوَاءِ، واحْذَرُوا مِنَ المُتَشَبِّهِينَ بِطَلَبَةِ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ، فَإِنَّهُمْ مُتَشَبِّهُونَ وَلَيْسُوا مِنْهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ؛ هَؤُلَاءِ شَرٌّ وَبَلَاءٌ، وَيُوشِكُ اللَّهُ -جَلَّ وَعَلَا- أَنْ يَفْضَحَهُمْ، وَيَهْتِكَ سِتْرَهُمُ، وَيَفْضَحَ أَمْرَهُمْ، وَيُظْهِرَ خِزْيَهُمْ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ -نَسْأَلُ الْلَّهَ الْعَافِيَةَ وَالسَّلَامَةَ-.
فَاحْذَرُوا مَعْشَرَ الأَحِبَّةِ مِنَ الرُّكُونِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَمَا تَحْذَرُونَ مِنَ الرُّكُونِ إِلَى أَهْلِ الأَهْوَاءِ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الخَيْرَ الكَثِيرَ وَفِي ذَلِكَ دَفْعُ الْشَّرِ كُلِّهِ بِإذْنِ الْلَّهِ عَنْكُمْ وَعَنِ الْدَّعْوَةِ وَعَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَاحْذَرُوا وَتَنَبَّهُوا حَفِظَكُمْ الْلَّهُ، أَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُمْ.
وَعَلَيْكُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمْ الْأَمْرُ، أَنْ تَأْخُذُوا عَنْ أَئِمَةِ الْهُدَى فِي الْسَّابِقِ، عَنْ عُلَمَاءِ الْهُدَى وَالإِسْلَامِ وَالْسُّنَّةِ فِي هَذَا العَصْرِ فِي اللَّاحِقِ؛ وَإيَّاكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا عِنْ هَؤُلَاءِ الأَغْمَارِ الأَغْرَارِ، الَّذِينَ هُمْ فِي الْحَقْيقَةِ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ -نَسْأَلُ الْلَّهَ الْعَافِيَةَ وَالسَّلَامَةَ-.
احْرِصُوا كُلَّ الحِرْصِ عَلَى أَنْ يَكُونَ اِلْتِفَافُكُمْ حَوْلَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالمَشَايِخ، فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا جَاءَهُمْ العِلْمُ مِنْ قِبَلِ كُبَرَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ، فَإِذَا جَاءَهُمْ مِنْ قِبَلِ سُفَهَائِهِمْ وَصِغَارِهِمْ وَأَشْرَارِهِمْ هَلَكُوا، كَمَا قَال ذَلِكَ ابنُ قُتَيْبة فِي تَفْسِيرِهِ لأَثَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابنِ عَبَاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-.
فَاحْذَرُوا كُلَّ الْحَذَرِ مَعْشَرَ الأََحِبَّةِ ، احْذَرُوا كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْصَّعَافِقَةِ، الّذِينَ خَرَجُوا عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ وَفِي هَذِهِ الْآوِنَةِ؛ وَمَلَؤوا الدُّنْيَا ضَجِيجاً وَصُرَاخاً وَعَوِيلًا، وُهُمْ وَاللَّهِ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ، فَأُحَذِّرُكُمْ مَعْشَرَ الأَحِبَّةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْخَيْرَ كُلّ الخَيْرِ فِي لُزُومِ رَكْبِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلُزُومِ غَرْزِ أَهْلِ العلْمِ، وَالْعَوْدَةِ إِلَى كَلَامِ أَهْلِ العِلْمِ، وَاحْذَرُوا كُلَّ الحَذَرِ مِنَ المُبْتَدِعَةِ وَمَنْ يُجَالِسُهُمْ وَمَنْ يَتَشَبَهُ بِهِمْ فِي طَرِيقَتِهِمْ وَإِنْ ادَّعَى أَنَّهُ عَلَى الْسُّنَّةِ.
أَسْأَلُ اللَّهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِأَسْمَاءِهِ الحُسْنَى وَصِفَاتِهِ العُلَى- أَنْ يُثَبِّتَنَا وَإِيَّاكُم جَمِيعًا عَلَى الْحَقِّ وَالْهُدَى حَتَّى نَلْقَاه، وَأَنْ يَرْزُقَنَا وَإيَّاكُمْ جَمِيعاً الْفِقْهَ فِي دِينِهِ، وَالبَصِيرَةَ فِيهِ، وَأَنْ يُنَوِّرَ بَصَائِرَنَا، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنِ الثَابِتِينَ عَلَى السُّنَّةِ حَتَّى نَلقَاهُ.
____
أَسْأَلُ الْلَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا الْجَمِيعَ.
*تَفْــ✍ــرِيغُ: أَبُو أَنَسٍ الْجَزَائِرِي.*
•┈┈•┈┈•⊰✿📚✿⊱•┈┈•┈┈•
📥لتحميل المقطع الصوتي من هنا