كلام العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في بعض المعاصرين من خلال مؤلفاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، اما بعد:
فهذه ردود مهمة للمحدث العلامة ناصر الدين الالباني رحمه الله على بعض المنحرفين من المعاصرين فيها فوائد جمة جمعتها حتى نستفيد منها ومن ردوده القوية المفيدة على هؤلاء المنحرفين وهذه هي عادة أهل السنة او قل منهجهم بفضل الله تعالى في كل زمان ومكان إلا وهو بيان انحرافات المنحرفين والمبتدعين خلافا لأهل الأهواء والبدع الذين يتسترون على المخالفين المنحرفين لأنهم مثلهم والعياذ بالله:
١- رمضان محمود عيسى السوداني: قال عنه لما انتقد عليه بعض الأحاديث التي صححها في الصحيحة : انتقد من هذا المجلد - يريد المجلد الأول من السلسلة الصحيحة- أثنى عشر حديثا، ولم ار في نقده إياها شيئا من العلم والفهم يستفاد منهم وإنما هو يلوك بعض القو اعد العلمية يركن إليها وهو لم يعها او لم يفهمها فهما جيدا
وطريقته في النقد انه ينقل كلامي وتخريج الحديث ثم يعقب عليه ناقدا بجهله وهواه تحت عنوان( التعليق) ثم يبدي رأيه الفج في تضعيف الحديث ، يختلف ذلك عنه باختلاف نوعية الحديث ، فهو تارة يضعف الراوي الثقة بقول من قال فيه ( يروي المناكير عن فلان) ص١٧ وهذا لا يعني التضعيف المطلق في اصطلاح العلماء فهو ليس كمن قيل فيه ( منكر الحديث)
وتارة يجهل أن قول الصحابي: (من السنة كذا) انه في حكم المرفوع (ص ٣٤ ) فضعف بذلك الحديث الاتي برقم ( ٢٢٩)
كما أنه لا يقيم وزنا مطلقا لعمل الصحابة به، وهذا من كمال جهله وقلة تقديره لثناء الله عليهم
ثم هو في الغالب يضعف بقية الأحاديث بضعف مفردات طرقها، وهو بذلك لا يعتد بقول العلماء: أن الحديث الضعيف يتقو ى بكثرة الطرق مالم يشتد ضعفها .
انظر السلسلة الصحيحة المقدمة من ص ٢ : ٣
قلت نورالدين: ثم ذكر له أمثلة في تضعيفه لهذه الاحاديث
٢- حسن السقاف:
قال الألباني -رحمه الله - ومن تلك الاسباب- أي التي يردون بها على الالباني- الخلاف الفكري أو المذهبي وحب الظهور
وقد تتوفر هذه الاسباب كلها في بعض الرادين علي كذا المدعو ب( حسن السقاف) فإنه لم يكن أحد سمع باسمه من قبل، فوصل بذلك إلى ما يريده من الظهور، ولو على حساب الطعن في السنة واهلها؛ ومن العجيب انه يتظاهر انه صوفي والصوفية على خلافه، فإن من مذهبهم الخمول لا الظهور، حتى قال أحد قدمائهم: كن ذنبا ولا تكن رأسا.
وهو إلى ذلك خلفي العقيدة، معتزلي النزعة ينكر الصفات الإلهية ويرمي المؤمنين بها من الأئمة وأتباعهم- وانا منهم والحمد لله- في تعليقاته التي يسودها على كتاب ابن الجوزي( دفع شبهة التشبيه) ويكذب عليهم أنواعا من الأكاذيب لو استقصينا لكان من ذلك في مجلد، فهو يقول - على سبيل المثال- ( ص١١٤ من تعليقاته: ندم الحافظ ابن خزيمة على تأليفه كتاب التوحيد أخيرا كما روى ذلك الحافظ البيهقي في ( الأسماء والصفات) ص٢٦٧
وهذا كذب مزدوج، لأن ابن خزيمة لم يندم البتة ولأن البيهقي لم ينسب ذلك اليه، وكيف يندم الحافظ ابن خزيمة على ( توحيده) وهو الإيمان المحض؟! بل كيف يعقل أن ينقل ذلك الحافظ البيهقي؟! سبحانك هذا بهتان عظيم من افاك اثيم .
انظر الصحيحة المجلد الأول ص٤- ٥
٣- محمد زاهد الكوثري الجهمي- والسقاف ايضا
قال عنه في الحاشية وعن السقاف: وهو- أي كلام الله جعلوه هو العلم الالهي- مذهب الكوثري الجهمي، كما صرح في ( مقالاته) ص٢٧ ، شيخ ذلك الجاهل الباغي السقاف.
الصحيحةص٦ هامش( ٤)
قال ايضا: واذا أردت أيها القارى أن ترى أثرا من آثار علم الكلام الخطيرة والمنافية للنقل الصحيح والعقل الصريح فاقرأ كتب الكوثري ومن جرى مجراه كذلك التلميذ السقاف فسوف ترى ما يزيدك بصيرة وقناعة بأن الذي يتعلمون منهم انما( يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) بل هو الكفر بعينه إذا التزموه ولا أدل على ذلك من اتفاقهم على إنكار صفة العلو لله العلى القطعية الدلالة لتواترها في الكتاب والسنة وأقوال السلف والائمة، محكمين فيها عقولهم العفنة ومن ثم فقد اختلفوا:
فمنهم - كالاباضية والمعتزلة- من قال: إنه في كل مكان! ولازمه القول بالحلول او وحدة الوجود كما هو عقيدة غلاة الصوفية!
ومنهم من يقول: إنه لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، لا امام ولا خلف ، ولا داخل العالم ولا خارجه! ولقد سمعت هذا من بعض المشايخ في دمشق في خطبة الجمعة!! واغرق بعضهم في التعطيل فقال : لا متصلا به ولا منفصلا عنه !!
وهذا لعمر الله هو الكفر والجحد للوجود الالهي؛ فإنه لو قيل لافصح العرب بيانا: صف لنا المعدوم الذي لا وجود له؛ لما استطاع أن يصفه بأكثر من هذا الذي وصف هؤلاء به ربهم!!
قلت نورالدين: وعلق الشيخ في الهامش رقم(٢) فقال : يثني السقاف على الاباضية وكتابهم( مسند الربيع) ، ويوافقهم على تسميتهم إياه ب( الجامع الصحيح) معارضة منهم ل( صحيح البخاري) ، وهي زور لكثرة الأحاديث الموضوعة فيه، ارتضى بعضها السقاف( ص١٢٥) ، ويصف الربيع ب( الامام) ! انظر( الضعيفة)٦٣٣١، ويصرح(ص١٢٧) بأنه يوافق المعتزلة في تفسيرهم( الاستواء) بالاستيلاء! ويرد على أبي الحسن الأشعري لأنه رد ذلك عليهم .
المصدر السابق
يتبع ان
شاء الله كتبه وجمعه/ نور الدين بن يوسف آل خضير