القضاء والقدر لفظان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا»

«القضاء والقدر لفظان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا»



معنى ذلك أن لفظة القضاء ولفظة القدر إذا اجتمعتا
في جملة واحدة فإنه لا بدّ أن يكون بينهما فرق، وأما إذا افترقتا فجاءت هذه في موضع وهذه في موضع
فإنه يمكن أن يعبر بالقضاء عن القدر، وبالقدر عن القضاء.

  فإذا اجتمع القضاء والقدر في عبارة واحدة،

فالقدر علم الله السابق وكتبه،

والقضاء خلقه وإيجاده لما قدره سابقًا.

وأما إذا ذكر القدر وحده فيمكن أن يكون معناه القضاء،
وإذا ذكر القضاء وحده فيمكن أن يكون معناه القدر،

وقد سئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله:

هل بين القضاء والقدر عموم وخصوص؟

فأجاب رحمه الله:

( القضاء إذا أطلق شمل القدر، والقدر إذا أطلق شمل القضاء،
ولكن إذا قيل: القضاء والقدر صار بينهما فرق وهذا كثير في اللغة العربية تكون الكلمة لها معنى شامل عند الانفراد ومعنى خاص عند الاجتماع ويقال في مثل ذلك :

«إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا»

فالقضاء والقدر الصحيح أنهما من هذا النوع يعني أن
القضاء إذا أفرد شمل القدر. والقدر إذا أفرد شمل القضاء.

لكن إذا اجتمعا

فالقضاء : "ما يقضيه الله في
خلقه من إيجاد، أو إعدام، أو تغيير"

والقدر : "ما قدره الله تعالى في الأزل"

هذا هو الفرق بينهما فيكون القدر سابقاً والقضاء لاحقاً) .اهـ

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين
المجلد الثاني باب القضاء والقدر

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة