معشر الآباء والأمهات ! أنقذوا فلذات أكبادكم !.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنَّ التحذير من دعاة السوء، ومن الجماعات التي تتخذ أسماءً و شعارات رنانة كالإصلاح والعدل والإحسان و العدالة!، وغيرها من التنظيمات الحزبية التي افتضح منهجها المنحرف المنضوي تحت لواء التنظيم العالمي الإخواني الماسوني، و الذي تروج له كثير من القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت، ولا هم لهم إلا الوصول إلى السلطة و الحكم و يتخذون في سبيل ذلك سلاح التحريض على الخروج على الحاكم الشرعي ونشر الفوضى مما يؤدي إلى سوء العواقب وكثرة المحن والبلايا.
و ما تشهده المؤسسات التعليمية والإدارية اليوم هو بسبب هذا التيار الخبيث الذي قل أن يسلم منه بيت و ها نحن اليوم نشهد مسيرات تلاميذية غير مسبوقة تحركها عدة عوامل يأتي على رأسها التحريض العلني على العصيان و الذي استغلت فيه وسائل التواصل الاجتماعي شر إستغلال، بل أنه صدر حتى ممن استؤمن على تعليم و تربية أبنائنا من مدرسين و مدرسات متأثرين بالأفكار الثورية الخارجية الإخونجية، و أرادوا الإلقاء بفلذات أكبادنا إلى أتون الفتنة...
فعليكم معشر الآباء والأمهات -سلمكم الله- الحذر الشديد من هذه الدعوات الخبيثة الدخيلة، والإلتزام بالمقابل بمنهج أهل السنة والجماعة واتّباع هدي السلف الصالح، وأخذ المنهج الصحيح من علماء الأمة المعروفين، المشهود لهم بصحة المنهج والمعتقد وأسس التربية الصالحة في جميع مجالات التربية والتعليم، فهو طريق الفلاح والفوز بخيري الدنيا والآخرة.
إنَّ التعليم والأخذ بأحسن مبادئه، والبعيدة عن السبل الملتوية والمناهج الهدامة المستوردة من أعداء هذا الدين، والتي يقيمها ويمجدها دعاة السوء الخائنين لبلدانهم الإسلامية، يريدون أن يبيعوا سماحة الدين، و أمن واستقرار الأوطان بثمن بخس، ومن تلكم السبل الهدامة الدخيلة على الإسلام والمسلمين، هذه المظاهرات و الإعتصامات والعصيان الذي حل في مدارسنا وبين طلابنا يخل بالنظام ويعطل الدراسة و التعليم الذي به تتقدم البلدان و تتحقق تنمية الإنسان و به يُعرف الرحمن.. ٌ
إن نعمة العلم والتعليم من نعم الله عليكم، فاشكروا الله على نعمه، فإنَّ نشر العلم والمعرفة ورفع الجهل والأمية لهو من أجل الأعمال وأفضلها على الإطلاق، فبه يعرف العبد ربه قال الله -تبارك وتعالى-: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }.(1)، وبه يعرف الإنسان التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وهو توحيد الله -جل وعلا- وحده لا شريك له ولا ند له، وبه يعرف معنى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" : أي لا معبود بحق إلا الله(2)، وبالعلم يعرف العبد العبادة التي من أجلها خلق قال -جل وعلا- : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ }.(3)، وبالعلم يعرف العبد السنة ويَحذَّر مما يضادها من بدعة، وبه يعرف هدي السلف الصالح، ويتجنب الحزبيات والمنكرات والمناهج الهدامة، وبالعلم تنال الدرجات الرفيعة في جنات النعيم قال رب -العزة والجلال-: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ}.(4)، وبالعلم يميز المتعلم اللبيب العدو المتربص، من الصديق الصالح المصلح، وبالعلم يقرأ العبد الصالح القرآن المجيد ويتدبر معانيه ويعمل بأوامره ويجتنب نواهيه، ويستفيد من كتب الحديث النافعة الصحيحة و غيرها مما نصح به أهل العلم والهدى وأثنو على مؤلفيها و وصفوهم بسداد الرأي وحسن المنهج...
إنَّ العلم أساس الدين(5) فقد جمع به الله جل في علاه هذه الأمة، وربط بين أهل المشرق والمغرب فأصبحوا إخواناً يجمعهم دين واحد ومنهج واحد، وما شذ عنهم إلا منحرف عن منهج رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- فقد حذرنا عليه الصلاة والسلام من إتباع سبل الردى والغواية، وأمرنا بالبعد عن محدثات الأمور وما يحدث الناس من البدع(6)، و حذرنا من الخمول و التكاسل عن طاعة الله سبحانه وتعالى، والخمول في طلب العلم، ودعانا أصحابه -رضوان الله عليهم-و سلف هذه الأمة أهل العلم والفضل إلى البعد عن الضلال و الباطل، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن التي ابتُلي بها كثير من المسلمين، بسبب دعاة السوء والضلال، كما حثّوا -رضي الله- عنهم على العمل على نشر الخير وتصحيح العقيدة ونشرها، والبعد عن الجماعات المنحرفة التي تتسمى بالإسلامية و التي خرجت من تحت عبائة جماعة الإخوان المسلمين و لا هذه الجماعات و لا أمها تنتهج نهج الاسلام بل أنها سعت و تسعى في تفرقة المسلمين!! والله سبحانه يقول : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }(7)، فنهج هذه الجماعات ليس في جمع الكلمة و لم الشمل والدعوة الى السلام والأمن في
الأوطان بل هي أساس الخراب والدمار وسفك الدماء في أوساط المسلمين عياذا بالله. و قد صدق من قال : #لولا_الإخوان_المسلمون_لكان_المسلمون_اخوانا.
أسال الله العظيم، أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر هذه المنظمات المظلمة الظلامية، وأن يكبت أصحابها ومفتعليها، وأن يبصر الآباء والأمهات، بخطر هذه المناهج التي تدعو إلى الثورات والإعتصامات والعصيان، وأن يبصروا أبنائهم ويربوهم على حب هذه البلاد وتوقير و طاعة ولي أمرها في المعروف، وحب إخوانهم المؤمنين والدفاع عن مصالح البلاد بالكلمة الطيبة، وحب العلم والتعلم، والبعد عن الإختلاط والفسق والمجون، وحب تلاوة القرآن، وحب هاذا الدين القويم والدعوة إليه في المواقع و الصفحات الالكترونية، والدفاع عنه وعن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحب أصحابه الكرام وآل بيته الطاهرين، و حب الطيبات والبعد عن الآفات والمخدرات وسائر الموبقات، إنَّ ربنا مجيب الدعوات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن إتبعه بإحسان إلى يوم الدين والحساب.
كتبه: المحب لوطنه ولولي أمره الداعي له بالتوفيق و السداد . مصطفى الخاضر أبو عمران الخنبوبي الإدريس.
وذلك السبت 02 ربيع الأول 1440 هـ.
———————————————
(1)[سورة محمد الآية:19].[ { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّه }. جاء في تفسير الطبري-رحمه الله-: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- : فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهة، ويجوز لك وللخلق عبادته، إلا الله الذي هو خالق الخلق، ومالك كل شيء، يدين له بالربوبية كل ما دونه { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ }. وسل ربك غفران سالف ذنوبك وحادثها، وذنوب أهل الإيمان بك من الرجال والنساء { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } يقول: فإن الله يعلم متصرفكم فيما تتصرّفون فيه في يقظتكم من الأعمال، ومثواكم إذا ثويتم في. مضاجعكم للنوم ليلا لا يخفى عليه شيء من ذلك، وهو مجازيكم على جميع ذلك.
(2)[ قـَـالَ شَيخُ الإسلام ابنُ تَيْمِيّة -رَحِمَهُ الله-:" وكلما حقق العبد الإخلاص في قول : لا إله إلا الله خرج من قلبه تأله ما يهواه، وتصرف عنه الذنوب والمعاصي، كما قال تعالى :{ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين }. فعلل صرف السوء والفحشاء بأنه من عباد الله المخلصين وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان }. وقال الشيطان : { فبعزّتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين }".[ "مجموع الفتاوى" (261/10)] .
(3)[سورة الذاريات الآية:56].قال العلامة المفسر السعدي-رحمه الله-في تفسيرها: هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عمن سواه، وذلك يتضمن معرفته تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم.
(4)[سورة الزمر الآية:9].﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾: قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "والأعمال إنما تتفاوت في القبول والرد بحسب موافقتها للعلم ومخالفتها له، فالعمل الموافق للعلم هو المقبول، والمخالف له هو المردود؛ فالعلم هو الميزان، وهو المحك".[مفتاح دار السعادة 89)].
(5)[قـَـالَ العَلاّمَة صَالِح الفَوْزَان -حَفِظهُ الله-
إذا صحت العقيدة، صحت أعمال المسلم، لأن العقيدة الصحيحة تحمل المسلم على الأعمال الصالحة ".[ الــمنتقى (35/1)] .
(6)[ قال ابن مسعود -رضي الله- عنه :" إياكم وما يحدث الناس من البدع فإن الدين لايذهب من القلوب مرة ولكن الشيطان يحدث له بدعا حتى يخرج الإيمان من قلبه ".
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (121/1)].
(7)[سورة الأنعام الآية:159]. قال العلامة المفسر السعدي-رحمه الله-في تفسيرها: يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأمة.
ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية.
وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: { لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }. أي لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك..
👇📖📚
•┈┈┈┈┈•✿📚✿•┈┈┈┈┈•
〰لمتابعة جديد 〰〰〰✍
📚 شبكة مجَالِسْ آلْعِلْمَ آلْشَّرْعِي 📚
تابعونا على ⬇️💻
💻● #مدونة مجالس_العلم_الشرعي
http://majalesal3elm.blogspot.com
🎥● #اليوتيوب|
https://youtu.be/VZvfrg4OyhA