إجتماع المسلمين في الحج أشد على الكفار من الضرب بالسيوف والرصاص !!
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم.
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ، وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيجتمع في الحج شرف المكان والزمان، فهو من أعظم شعائر الإسلام لما حوى من مناسك و جميل الفعال، فيتم فيه تحقيق التوحيد ونبذ الشرك، تصحيح العقيدة وإجتماع قلوب و أبدان أهل الإيمان والإسلام في أدائهم لمناسكه المفروضة و المستحبة، و التنقل بين الطاعات الدروس الندوات المحاضرات والإجتماعات المباركة المرحومة في مجالس التوجيهات العقدية و التعبدية التي يسعد بها ضيوف الرحمان، و التي تتضمن كذلك إجابات على استفسارات السائلين من أهل العلم و الفضل فيتم النصح للجميع، و تصحيح المفاهيم الرفيع، بالتحذير من الشرك الشنيع و من كل بدعة محدثة يراها بعض الوافدين سنة وعبادة.
فهذه نعم جليلة و محاسن عظيمة و آلاء جزيلة ؛ و ما هو معلوم فلكل نعمة حاسد .
فيشتد كيد الكفرة لهذه الأمة و يتجدد عداؤهم لها بعد كل نجاح باهر لموسم الحج، و هذا النجاح الباهر والتنظيم المتميز من المملكة العربية السعودية العظمى، إنما هو بفضل الله وحده ثم بجهود رجالاتها حكاماً ورعية، لإنجاح موسم الحج وتسهيل العبادة، و توفير سبل الراحة والمقام الطيب و الجو اللائق لعبادة الله في أيامه ولياليه؛ فالفضل لله تعالى الذي يوفق من يشاء لخدمة دينه ثم لعباده الذين لا يدخرون شيئا يعين الحجيج إلا وقاموا به، جزاهم الله خيراً.
هذا الإنجاز العظيم يشعل قلوب الحاقدين ناراً، فتتجند بسبب ذلك ملل الكفر والإلحاد وأهل الشرك والنفاق وجنود الشيطان و أوليائهم وأحبارهم، لمحاربة دين الله، و لا عجب، فقد ذكر رب العالمين أن الكفار بعضهم أولياء بعض، يضعون آلاف الطرق وملايين الكلمات والشعارات التي تحمل الحقد الظاهر والخفي رهن إشارة مؤيديهم، هدفهم الأوحد محاربة الإسلام وأهل الإيمان، و عداوة المملكة العربية السعودية المباركة التي رفع الله شأنها بين سائر الأمم، وما ذلك إلا لتحقيقها للتوحيد، واتباعها لسنة أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم، وسعيها ما استطاعت لنشر السنة الصحيحة الصافية النقية بين المسلمين، وغيرها من أعمال البر والخير، وتسخير طاقاتها لنفع المسلمين، فكيف لا يشتد كيد الكفار ويشتد غضبهم و حنقهم على أهل الإسلام ؟!
يشكر جميل فعالها كل كريم عاقل لبيب من جميع أنحاء المعمورة، فيشتد غضب هؤلاء الكفرة وأعوانهم، فيخوضو حروباً ومعاركَ يجندون لها الأشقياء من شباب وشابات المجوس والملحدين والعلمانيين...! لمحاربة أهل الإيمان في جميع المجالات الاقتصادية الاجتماعية الثقافية و الدينية، و يسعون في إغوائهم بكل الوسائل و الطرق التي لا حد لها من سبل الشيطان وأوليائه، وذلك بتزيين غوائل الشهوات وقبيح الشبهات، و يشتد الإغراء والمكر والكيد للنساء والله المستعان!
فنعوذ بالله من شرورهم كفرهم و أساليبهم الملتوية الماكرة الخسيسة.
والمؤمن اللبيب يجب أن يحذر أهله وذويه ظن سبل الشيطان وأوليائه و من ملة الكفر والشرك و و من عبادة القبور ، كما يجب تحذيرهم من أهل الفسوق والفجور، و يحرص على تذكيرهم بكلام أهل العلم والفضل، و بذل الغالي والنفيس في صد عدوان و بغي أهل الشر عن وطنه أسرته أصدقائه و إخوانه ممن له بهم علاقة، و تجمعه بهم مودة.
أسأل الله لي و لكم و لمن أحب و لمن تحبون الثبات على صراط الله المستقيم،والفوز بجنات النعيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
[كتبه راجي عفو ربه: مصطفى الخاضر أبو عمران الخنبوبي وذلك ليلة الثلاثاء 10 ذي الحجة 1440 هـ]