إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:
قال العلامة الإمام عبدالرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى-:
✍️ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻗﺴﻤﺎﻥ:
ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻴﺔ،
ﻭﺃﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ.
ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.
ﻓﻤﺪاﺭ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﺹ ﻭاﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻤﺘﻰ ﺣﺮﺹ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻭاﺟﺘﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺳﻠﻚ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﻃﺮﻗﻬﺎ، ﻭاﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻭﺗﻜﻤﻴﻠﻬﺎ: ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎﻟﻪ، ﻭﻋﻨﻮاﻥ ﻓﻼﺣﻪ.
🖋 ﻭﻣﺘﻰ ﻓﺎﺗﻪ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﺜﻼﺛﺔ: ﻓﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﺑﺤﺴﺒﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻛﺴﻼﻧﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﺷﻴﺌﺎ.
ﻓﺎﻟﻜﺴﻞ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ اﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭاﻟﻔﺸﻞ.
ﻓﺎﻟﻜﺴﻼﻥ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺧﻴﺮا، ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻜﺮﻣﺔ، ﻭﻻ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺩﻧﻴﺎ، ﻭﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ: ﺇﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺿﺎﺭﺓ، ﺃﻭ ﻣﻔﻮﺗﺔ ﻟﻠﻜﻤﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺮﺓ ﺣﺮﺻﻪ اﻟﺨﻴﺒﺔ، ﻭﻓﻮاﺕ اﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺣﺼﻮﻝ اﻟﺸﺮ ﻭاﻟﻀﺮﺭ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﻃﺮﻕ ﻭﺃﺣﻮاﻝ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻔﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ﺇﻻ اﻟﺘﻌﺐ ﻭاﻟﻌﻨﺎء ﻭاﻟﺸﻘﺎء.
ﺛﻢ ﺇﺫا ﺳﻠﻚ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻄﺮﻕ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ، ﻭﺣﺮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭاﺟﺘﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ: ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﺼﺪﻕ اﻟﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭاﻛﻬﺎ ﻭﺗﻜﻤﻴﻠﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ، ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ اﻋﺘﻤﺎﺩﻩ اﻟﺘﺎﻡ ﺑﺒﺎﻃﻨﻪ ﻭﻇﺎﻫﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ.
ﻓﺒﺬﻟﻚ ﺗﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺼﺎﻋﺐ، ﻭﺗﺘﻴﺴﺮ ﻟﻪ اﻷﺣﻮاﻝ، ﻭﺗﺘﻢ ﻟﻪ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭاﻟﺜﻤﺮاﺕ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻣﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﻮاﻝ ﻣﺤﺘﺎﺝ - ﺑﻞ ﻣﻀﻄﺮ ﻏﺎﻳﺔ اﻻﺿﻄﺮاﺭ - ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭاﻟﺠﺪ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ.
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار شرح منتقى الأخبار.
الصفحة: 35 - 34 .
ــــــ ✵✏️✵ ــــــ ✵🖋✵ــــــ