(تفريغ) الدُّعَاءُ لِلْعُلَمَاءِ وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمْ هذَا مَنْهجٌ ربَانِيٌ، وَمَنْهجٌ سَلَفِيٌ أَصِيلٌ ...


•┈┈•◈◉❒ 🎙تفريغ ❒◉◈•┈┈•

🔊 *... الدُّعَاءُ لِلْعُلَمَاءِ وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمْ هذَا مَنْهجٌ ربَانِيٌ، وَمَنْهجٌ سَلَفِيٌ أَصِيلٌ ...*

🎙 *لِفَضِيلَةِ الْشَّيْخِ أ. د. سُلَيْمَان الرِّحِيلِي -حَفِظَهُ اللَّهُ-*
•┈┈•◈◉❒ ✒ ❒◉◈•┈┈•

*الْتَـ🖋ــفْرِيغُ:*

... إِعْتِرَافٌ بِالفَضْلِ لأَهْلِهِ وإعَادَةُ الفَضْلِ لأَهْلِهِ، وَهَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ طَالِبُ الْعِلْمِ، أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِالْفَضْلِ لأَهْلِهِ، وَأَنْ لَا يَكِّرَ عَلَى أَهْلِ الْفَضْلِ فَوْرَ أَنْ يُحَصِّلَ بَعْضَ الْعِلْمِ،

بَعْضُ النَّاسِ فَوْرَ أَنْ يُحَصِّلَ زُهُورًا مِنَ العِلْمِ، لَيْسَ شَجَرةً، زُهُورًا مِنَ العِلْمِ، يَكِّرُ عَلَى أَهْلِ الفَضْلِ، وَيَجْعَلَ نَفْسَهُ مِثْلهُمْ وَقَرِينََا لَهُمْ -وَأَنَا مِثْلُ فُلَانِ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي قَلِيلًا-، وَرُبَّمَا جَعَلُوا أَهْلَ الفَضْلِ هَدَفاً لَهُمْ، وَهَذَا فِي الحَقِيقَةِ لَيْسَ مِنَ الوَفَاءِ، نَعَمْ مَنْ عَلِمْتَ عَلَيْهِ خَطَأً مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ عَلَيْكَ، فَلْيَكُنْ أَوَلُ رَدِّ الفَضْلِ النَصِيحَةُ.

كَثِيرٌ مِنْكُمْ جَاؤُوا إِلَى الْجَامِعَةِ عَنْ طَرِيقِ بَعْضِ الْشُّيُوخِ، هُمْ الّذِينَ شَفَعُوا لَهُمْ، بَلْ رُبَّمَا أَخَذُوا الْمِلَفَ وَذَهَبُوا إِلَى الْمُدِيرِ حَتَّى خَرَجَ اسْمُكَ فِي الْجَامِعَةِ، وَجِئْتَ وَدَرَسْتَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ وَتَبَيَّنَ لَكَ الْمَنْهَجُ الْرَّشِيدُ وَعَرَفْتَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.

قَدْ يَكُونُ عِنْدَ شَيْخِكَ خَطَأٌ، لَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ أَوَّلَ مَا تَرْجِعَ أَنْ تُصِيبُ فُؤَادَهُ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تُبَادِرُهُ بِالنَّصِيحَةِ الَّتِي تَلِيقُ، بِالأُسْلُوبِ الْمُنَاسِبِ، وَهَكَذَا،

ثُمَّ إِذَا تَبَيَّنَ لَهُ أَوْ بَيَّنْتَ لَهُ وَأَبَى فَذَاكَ شَيْئٌ آخَرَ، مُفَاصَلَةُ أَهْلِ الْسُنَّةِ لِغَيْرِهِمْ مَنْهَجٌ شَرْعِيٌ، وَلَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي مَوْضِعِهِ.

وَالْدُعَاءُ لِأَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ مَنْهَجٌ نَبَوِِّيٌ، وَالنَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى هَذَا بِقَوْلِهِ: وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ.

وَإِذَا أَخْطَأَ الْعَالِمُ الْذِي شُهِدَ لَهُ بِالْعِلْمِ وَالْسُنَّةِ فَإنَّهُ لَا يُقَرُّ عَلَى خَطَئِهِ وَلَا يُنْصَرُ عَلَى خَطَئِهِ، لَكِنْ يَبْقَى لَهُ فَضْلُهُ مَادَامَ لَمْ يَخْرُجْ عَنْ حَدِّ الْفَضْلِ، وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْ حَدِّ الْسُنَّةِ، بَلْ يُدْعَ لَهُ بِالْمَغفِرَةِ وَالرَحْمَةِ.

أَمَّا مَا نَرَاهُ اليَوْمَ مِنْ أَنْ نَرَى عَالِمًا فَاضِلًا يَدْعُوا إِلَى السُنَّةِ ويَنْشُرُ السُنَّة وَمَعْرُوفٌ وَشُجَاعٌ، وَقَالَ كَلَاماً قَدْ يَكُونُ أَخْطَأَ فِيهِ وَقَدْ يَكُونُ أَصَابَ، ثُمَّ سِهَامٌ، سِهَامٌ سِهَامٌ، سِهَامٌ هَذَا يَدُّلُ عَلَى مَرَضِ القُلُوبِ.

وَاللَّهِ ثُمَّ وَاللَّهِ مِمَّا تَعَلَمْنَاهُ وَأَرْجُوا أنْ نَكُونَ عَلَيْهِ، لَوْ أَنًّ شَيْخاً مِنَ الْشُّيُوخِ الْكِبَارِ تَكَلَّمَ فِيَّ بِمَا أَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ تَمَامَ البُرْءِ مَا رَضيتُ أَنْ أوَجِهَ لَهُ سَهْمًا واحِدًا، وَلَا أنْ يُوَّجِهَ لَهُ أَحَدٌ سَهمًا، لَكِنْ مَعَ الْرَّدِ عَنِ الْنَّفْسِ وَبَيَانِ الْحَقِّ وَالْذَّبِ عَنِ الْنَّفْسِ هَذَا لَا يُعَابُ بِهِ الإِنْسَانُ.

لَكِنَّ تَرَبُّصَ الأَخْطَاءِ لِلعُلَمَاءِ الّذِينَ عُرِفُوا بالْفَضْلِ وَالْسُنّةِ، وَبِمُجرَّدِ أَنْ يَقُولَ قَولًا لَا يُنَاسِبُنَا نَحْنُ نَسْعَى بإِسْقَاطِهِ، وَنَسْعَى بِجَمْعِ الْكَلَامِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ حَتَّى نَنْشُرهُ بَيْنَ النَّاسِ هَذَا غلطٌ، وَلَيْسَ مَنْهَجاً سَلَفِياً أَبَدًا، وَلَا مَنْهَجاً رَبَانِياً أَبَداً، وَيَدُلُ عَلَى أَنَّ فِي الْقُلُوبِ مَرَضاً.

نَحْنُ بَيْنَ طَرفَيْنِ؛ طَرَفٌ يَرَى أنَّ الْعَالِمَ لَا يُخْطِئ وَأنَّهُ يَجبُ أنْ يُقَلِّدَ فِي كُلِّ شَيْءٍ وهَذَا بَاطِلٌ مِنَ القَوْلِ وَزُورًا، وَطَرفٌ يَرَى أنَّ  العَالِمَ لَا يُخْطِئ فَإِذَا أَخْطَأَ وَجَبَ أَنْ يَسْقطَ، مَعَ أنَّهُ مَا أتَى بِمُسْقِطِِ.

وَهذَا مِثْلُ المُخَالِفِينَ فِي مَسَائِلِ الإِيمَانِ، طَرَفٌ يَرَى أنَّ الإِيمَانَ وَاحِدٌ لَا يَتَجزَءُ فَإِذَا ذَهَبَ بَعْضُهُ ذَهَبَ كلُّهُ. وَطَرفٌ يَرَى أنَّ الإِيمَانَ وَاحدٌ لَا يَتَجَزَءُ فَإِذَا ثَبَتَ بَعْضُهُ ثبَتَ كُلُّهُ. 

العَالِمُ قَدْ يُخْطِئ، وَقَدْ يَكُونُ عِنْدَ عَالمٍ آخرَ مَا لَمْ يَبْلغْ هَذَا العَالِمَ، أَوْ مَا لَمْ يَفْهَمهُ هذَا العَالِمُ، قَدْ يَبْلغُهُ لَكِنْ مَا يَفْهَمُهُ، فَيَقُولُ مَا فِيهِ دَلِيلٌ، لأنَّهُ مَا فَهِمَ مَا ذَكَرَهُ هَذَا العَالِمُ، هَذَا عَالِمٌ لَهُ فَضْلُهُ.

، وَهَذَا عَالِمٌ لَهُ فَضْلُهُ، وَالْحَقُّ أَحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ، وَأَنْتَ سَتُسْألُ بَيْنَ يَديْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الْحَقِّ،

فالدُّعَاءُ للعُلَمَاءِ وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمْ هذَا مَنْهجٌ ربَانِيٌ، وَمَنْهجٌ سَلَفِيٌ أَصِيلٌ، وَيَنبَغِي عَلَيْنَا أنْ نُمَرِّنَ أَنْفُسَناَ عَلَيْهِ، إلّا مَنْ أَخْرَجَ نَفْسَهُ عَنِ الْفَضْلِ فَعَلَى نَفْسِهاَ جَنَتْ بَرَاقِش...
____
أَسْأَلُ الْلَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا الْجَمِيعَ.

                          *تَفْــ✍ــرِيغُ: أَبُو أَنَسٍ.*  جزاه الله خيراً

•┈┈•┈┈•⊰✿📚✿⊱•┈┈•┈┈•

📥للتحميل والإستماع من هنا ⤵️

https://f.top4top.net/m_7832os991.mp3

🖊نسأل الله أن ينفع بها الجميع

شارك الموضوع